المغرب سيبقي عصيا على الجزائر واسبانيا

0

اعلام تيفي – يونس لقطارني

إذا كان المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس يُحارب كل يوم الفقر والبطالة والجهل ويُصحح مسارات برامج التنمية الاجتماعية والإقلاع الاقتصادي، ويدافع كل يوم عن ثوابته الوطنية والترابية من جهة، ويرسخ من جهة أخرى مفاهيم الديمقراطية والحكامة الجيدة، ويعمل من أجل حماية حدوده السيادية الترابية والجوية والبحرية، فإن عقيدة جنيرالات قصر المرادية والحكومات الاسبانية اقتصرت من أجل اكتساب شرعية الوجود على “كولسة” محاولات عزل المغرب عن محيطه الإقليمي واستنزاف مدخراته وإقحامه في صراعات مجانية، وتمويل التشويش الإعلامي على منجزاته، وأيضا محاولة اختراق حدوده الجنوبية من أجل منفذ على الأطلسي ظل عصيا حتى على أقوى الإمبراطوريات، وهي العقيدة نفسها التي يتربع فيها اسم “المغرب” كنقطة وحيدة وفريدة في كل برامج جنرالات قصر المرادية والحكومات الاسبانية .

لم تكن ولن تكون إسبانيا والجزائر راضيتان على استكمال المغرب لوحدته الترابية ودفاعه المستميث عن سيادته على صحرائه .
وقد أصبحت إسبانيا في الألفية الثالثة الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، متجاوزة لأول مرة فرنسا، الشريك التقليدي للمغرب. وصارت الجالية المغربية في إسبانيا أول جالية إفريقية من حيث العدد. وأصبح التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال الأمن والإرهاب والهجرة السرية ومحاربة المخدرات وتبييض الأموال قويا واستثنائيا، أمام الأخطار الأمنية المحدقة التي صارت تهدد استقرار المنطقتين؛ لكن كل هذا لم يشفع للبلدين الجارين اللذين تجمعهما روابط في مختلف المجالات أكبر بكثير مما يفرقهما.
لم يشفع لإسبانيا، هذا البلد الذي يحبه ويعجب به المغاربة، أن تتخلى عن توجسها من الجار الجنوبي، وتصحح عددا من الأحكام الجاهزة حول المغرب والمغاربة. واستمرت المملكة المغربية في التعرض للابتزاز الاقتصادي والتجاري والسياسي نزولا عند رغبة الرأي العام والسياسيين الإسبان. فصار هذا الابتزاز يأخذ أشكالا متعددة: محاصرة المنتوجات الفلاحية، تنديد بإستراتيجية المغرب وسياسته التجارية في مدن الشمال القريبة من سبتة ومليلية، تأكيد على “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير” على لسان نائب رئيس الحكومة، قبل انعقاد اجتماع القمة الثنائية بين البلدين، استدعاء للسفيرة المغربية عقب تصريح رئيس الحكومة المغربية حول مدينتي سبتة ومليلية السليبتين واستقبالها لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة ومنع ضحاياه من المتابعة القضائية رغم جرائمه الانسانية و القضايا الارهابية التى تهدد استقرار المنطقة الساحلية .
أمثلة تظهر بجلاء عدم وضوح مواقف الحكومات الإسبانية من قضايا المغرب المصيرية، بل واستغلال بليد للظروف المناسبة في محاولة يائسة “لتقطير الشمع” على المغرب عوض الوقوف بجانبه في هذا الظرف بالذات. أعتقد أن قوة الجار الجنوبي هو، بدون شك، مصدر قوة للجار الشمالي، وليس العكس.
ان قادة الجارة الجزائر يتعاونون مع اسبانبا ، فى مجالات مختلفة لإضعاف المملكة المغربية ومحاولة تطويقها، وعزلها عن عمقها الإفريقي، وبالتالي النفاذ إلى المحيط الأطلسي، حتى لا يبقى المغرب البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي يتوفر على واجهتين إستراتيجيتين: المتوسط والأطلسي.
فهل سنستمر نحن في البحث والتماس الأعذار للجزائر واسبانيا بعد كل هذا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.